ستلتحقين هذا العام بالمدرسة الثانوية؟ إذن فالوقت لم يعد مبكرا للبدء في
التفكير في مستقبلك، وستلاقين في الغالب تأييدا وتشجيعا من والديك إذا طرحت
عليهما الفكرة حتى تناقشوا هذا الأمر، ولكن ماذا إذا أحبطك والداك وقررا
أن عليك الآن الاجتهاد في دراستك وكفى، ودعي التفكير في موضوع المستقبل
لوقت لاحق أو وفق ما ستحدده نتيجتك النهائية في الشهادة الثانوية؟
عليك
في هذه الحالة الأخيرة ألا تيأسي وتصابي بالإحباط، بل أبقي جذوة الحماس
والطموح مشتعلة في أعماقك وتحركي على محورين أساسيين، أحدهما يتعلق بك،
والآخر يخص والديك كما سنوضح لك فيما يلي:
- ابدئي من الآن في
القراءة عن طبيعة المهن المختلفة (طببة - مهندسة - محامية - صحفية - مترجمة
- مدرسة - محاسبة... إلخ) وذلك حتى تتعرفي عليها عن قرب، ويفضل أيضا لو
تسألي بعض أفراد أسرتك ممن يعملون بالمهن المختلفة ليفيدوك بخبراتهم حول
مزايا وعيوب كل مهنة، وأيها يناسبك أكثر كفتاة.
- قبل أن يقع
اختيارك على مهنة معينة لأنها أعجبتك، لا تغفلي وضع قدراتك الشخصية والأمور
التي تستهويك في الحسبان، وكذلك مخاوفك، فلا يعقل مثلا أن تكوني غير ماهرة
في الرياضيات وتختاري مهنة المحاسبة، أو أن تكوني تفقدين الوعي إذا رأيت
أحدهم ينزف وتختاري مهنة الطبيبة لتضعيها هدفا لمستقبلك المهني!!
-
بعد أن تتعرفي على المهن المختلفة وتختاري منها ما يناسب ميولك وقدراتك
وطباعك الشخصية، ستأتي الخطوة الثانية وهي التخصص في المرحلة الثانوية إما
في القسم العلمي أو الأدبي حتى تدرسي المواد المؤهلة لدخولك الكلية التي
ستتخرجين منها إن شاء الله لتعملي بالمهنة التي تحلمين بها.
- لا
يمكننا أن نغفل دور الوالدين والأصدقاء وكذلك المدرسين في توسيع مداركك
ومدك بالمعلومات التي ستحتاجينها لرسم ملامح اختيارك لمهنة المستقبل، وكذلك
فإن دعمهم وتشجيعهم لك لا يقل أهمية، وبالتأكيد فإن والديك يريدان دعم
طموحاتك واختياراتك، لكنهما قد يكونان بحاجة لمن يفتح معهما الموضوع مرة
أخرى ليدركا أن التفكير في المستقبل من الأفضل أن يبدأ الآن، ولا داعي
لتأجيله.
- حاولي تفهم رد فعلهما المبدئي الرافض ولا تنصدمي
وتصابي بالاكتئاب أو الإحباط، فقد يكون وراء رفضهما إشفاقهما عليك من
الاستكشاف المبكر لعالم الواقع، بما يحتويه من صعوبات لا حصر لها ومعايير
دقيقة وصعبة قد تصيبك بالخوف من الفشل أو تفقدك الثقة في قدرتك على النجاح.
- وقد يكون خوفهما من ارتفاع سقف طموحاتك وأحلامك بالتطلع إلى مهنة معينة
مثلا - ولتكن طبيبة- ثم تتحطم أحلامك على صخرة الواقع إذا لم يوفقك الله
لتحقيق مجموع كبير جدا في الثانوية العامة يكفل لك الالتحاق بكلية الطب.
وهذا ليس نابعا من اعتقادهما بأنك غبية مثلا أو غير قادرة على التفوق، ولكن
الأمر لا يزيد عن إشفاقهما عليك وخوفهما من حدوث أي ظروف قد تمنعك من
تحقيق طموحاتك.
- تحدثي مع والدك ووالدتك، وأخبريهما بمشاعرك
والإحباط الذي أصابك عندما نهراكِ وطلبا منك التوقف حاليا عن التفكير في
المستقبل والاكتفاء بالمذاكرة والنجاح. واشرحي لهما أنك حتى لو حصرت تفكيرك
في 3 أو 4 مهن صعبة لتختاري من بينها ، فهذا لا يعني أنك قد اتخذت قرارك
بعد، ولكن كل ما يعنيه أن هذه هي المهن التي أحسست أنها تناسبك وتستهويك،
وترغبين في معرفة المزيد عنها قبل أن تحددي أيها تناسبك أكثر، وأنك بحاجة
لمساعدة والديك في هذا الأمر لأن تشجيعهما وخبراتهما ودعمهما تعتبر أمور
أساسية لا غنى عنها بالنسبة لك.
- أشركي والديك في اختياراتك
واستمعي لوجهة نظرهما، وحاولي الاستفادة لأقصى درجة من خبراتهما في الحياة
حتى تصلي إلى القرار الصحيح
ولا
تتعجلي في الأمر، فما زال أمامك 3 أعوام هي سنوات دراستك الثانوية حتى
تحسمي قرارك تماما قبل الالتحاق بالكلية التي استقر عليها اختيارك في نهاية
الأمر.